سورة الفرقان - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفرقان)


        


{وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)} [الفرقان: 25/ 41- 44].
نزلت الآية الأولى: {وَإِذا رَأَوْكَ...} في أبي جهل، فإنه كان إذا مرّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم مع صحبه، قال مستهزئا: {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}.
إن مواقف التصدي والتحدي والمعارضة لدعوة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كثيرة، منها: إذا رآك أيها النبي المشركون الكافرون بالله ورسوله، ما يتخذونك إلا موضع هزء وسخرية.
ويقولون على سبيل الازدراء: أهذا هو المبعوث من عند الله رسولا إلينا؟! قبحهم الله، فلم يكن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إلا المثل الأعلى للأنبياء، والصفوة المختارة من البشر، وأول عظماء التاريخ في أحواله وأخلاقه الخاصة، وفي معاملاته الاجتماعية، وفي تضحيته بأغلى ما لديه لإعلاء كلمة الله، وفي رحمته بقومه وبالبشرية قاطبة، وفي قيادته الناجحة نجاحا باهرا، فهو حريص على هداية قومه وإسعادهم.
ومن مواقفهم المهينة: أنهم قالوا: قارب محمد أن يثنينا عن عبادة الأصنام، وترك ديننا إلى دين الإسلام، لولا أن صبرنا على تلك العبادة الموروثة، فردّ الله تعالى عليهم من نواح ثلاث:
الأولى: وعيد وتهديد شديد لهم، إنهم حين يشاهدون العذاب المنتظر الذي لا مفر لهم منه، يدركون من أخطأ الطريق، أهم أم المؤمنون مع نبيهم وقائدهم؟! الثانية: تنبيه على عدم الجدوى من دعوتهم إلى الدين الحق، فإنهم اتخذوا أهواءهم آلهة، فأطاعوهم، واستولى عليهم التقليد، أفأنت أيها النبي تكون عليهم وكيلا يتولى أمورهم، ويحفظ شؤونهم، وهم غارقون في الضلال؟! فإن من جعل إلهه هواه برأيه المحض، لن ينفع معه نصح ولا إرشاد، كما لا ينفع شيئا من جعل هواه مطاعا فصار كالإله، والهوى قائد إلى كل فساد، والنفس أمّارة بالسوء، وإنما الصلاح إذا ائتمرت النفوس العقل، وأصغت إلى الهدى بوعي، والوكيل: القائم على الأمر الناهض به.
الثالثة: بل (وهي للإضراب عما سبقه من الكلام من اللفظ دون المعنى) أي أتظن أن أكثرهم يسمعون سماع تدبر وفهم، أو يتعقلون ويفكرون فيما تتلو عليهم، وترشدهم إليه من الفضائل والأخلاق الحميدة، فتجهد نفسك في إقناعهم بصدق
رسالتك وصحة دعوتك؟! فما حالهم إلا كالأنعام السائمة، بل هم أسوأ حالا من الأنعام السارحة، وأشد خطأ في طريقهم منها، فإن تلك الأنعام تفعل ما هو خير لها ونفع، وتتجنب الضارّ بها، أما هؤلاء فلا يجلبون الخير لأنفسهم، وإنما يوقعونها في وهاد الضرر والضياع والضلال، وفي مستنقع الكفر والانحراف، يقذفون بأنفسهم في المهالك، وهذا يدل على فقدهم الإدراك الصحيح والوعي السليم، وتعطيلهم مفاتيح المعرفة الصحيحة، وارتمائهم في بؤرة التقليد الأعمى، ومتاهات الأهواء الجامحة، ولو تعقلوا قليلا لبادروا إلى الإيمان برسالة القرآن، ودعوة النبي العربي الهاشمي القرشي الداعية لإنقاذهم من ضياع الجاهلية، والناقلة لهم إلى عزة السيادة، وسمو الكرامة، وصدارة القيادة.
مظاهر الكون الدالة على الله تعالى:
ما أكثر البراهين الدالة على وجود الله تعالى ووحدانيته، وهي براهين كونية حسية مشاهدة، لا تحتاج لكثير من التفكر والتأمل والتعقل، وإنما تحتاج للانتباه لها، وفهم مدلولاتها، وما تؤديه من فوائد عظيمة أوجدها الخالق، لنفع الإنسان، والاهتداء بها إلى الله تعالى، وهي في آيات متوالية أدلة خمسة: وهي مدّ الظل وقبضه، وإيجاد الليل والنهار، وإرسال الريح لإنزال المطر، وإيجاد الفاصل في أعماق الماء بين البحر الملح والبحر العذب، وخلق البشر من الماء المهين، أذكر هنا الأدلة الثلاثة الأولى وهي في قوله تعالى:


{أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (49)} [الفرقان: 25/ 45- 49].
تلفت هذه الآيات النظر للاهتداء إلى الخالق، وذلك في بدئها بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ} أي انتبه، والرؤية هنا: رؤية القلب.
1- والمعنى: ألم تنظر أيها النبي وكل مخاطب من البشر بقلبك ووعيك إلى صنع الله في خلق الظل للتفيؤ به، في مواجهة حرارة الشمس الساطعة، من طلوعها لغروبها، كيف جعله الله تعالى متفاوتا في ساعات النهار والفصول الأربعة، لإفادة الإنسان كضبط الوقت، والاستمتاع بالظل بعد التعرض لشدة الحر، فيكون الظل متراوحا بين مدّ وقبض، فيمتد الظل صباحا من أول الإسفار إلى بزوغ الشمس، ومساء من بعد مغيب الشمس مدة يسيرة، ففي هذين الوقتين ظل ممدود على الأرض، مع أنه نهار، وفي سائر النهار ظلال متقطعة، والمد والقبض مطّرد في كل يوم، فالظل الممدود يكون من الفجر إلى طلوع الشمس، وإن كان في بقايا الليل في غير نهار.
ولو شاء الله لجعل الظل ثابتا دائما على حال واحدة لا يتغير طولا وقصرا، ويكون غير متحرك ولا منسوخ.
ثم يجعل الله طلوع الشمس علامة على الظل، فلولا طلوعها لما عرف الظل، فكل شيء يتميز بضده، ثم يحسر الله تعالى الظل ويحوّله بالتدرج بحسب سير الشمس وارتفاعها، حتى لا يبقى منه إلا قليل تحت سقف أو تحت شجرة ونحوها. والقبض اليسير: إما اللطيف أو السهل القريب التناول.
2- والله هو الذي جعل ظلام الليل ساترا كاللباس، وجعل النوم كالموت قاطعا للحركة وتوفير الراحة، وجعل النهار ذا انتشار في الأرض، لابتغاء الرزق وغيره، والانتشار واليقظة يشبه البعث والإحياء في مقابلة الإماتة والتوفي اللذين يتضمنها النوم والسبات.
3- والله هو الذي أرسل الرياح مبشرات بمجيء السحاب وهطول الأمطار والإنبات وتسيير السفن، وأنزل من السماء، أي السحاب ماء طاهرا مطهّرا، يتطهر به في تنظيف الأجسام والملابس والأشياء المختلفة، والانتفاع به في الطعام والشراب وسقي النباتات والحيوانات. وأنزل الله المطر لإحياء الأرض التي لا نبات فيها، وطال انتظارها للغيث، فتصبح بعد ريّها مزدهرة بأنواع النباتات والزهر والشجر، كما جاء في آية أخرى: {فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 22/ 5]، والرياح جمعا إذا وردت في القرآن فهي للمطر والرحمة، وإذا وردت مفردة فإنما هي للعذاب، والطهور وصف مبالغة في «طاهر» فهو طاهر مطهّر.
وأنزل الله المطر أيضا ليشرب منه الإنسان ومختلف أنواعه، والحيوان بفئاته، للحاجة الشديدة إليه، وإبقاء الحياة، وازدهار الأرض بالخضرة، كما ذكر في آية أخرى، في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى: 42/ 28].
فظهر بهذا أن منافع الماء شيئان:
1- إحياء النبات، لقوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً} ووصف البلدة بالميت لأنه جعله كالمصدر الذي يوصف به المذكر والمؤنث، أو تكون البلدة بمعنى البلد.
2- وإحياء الحيوان والإنسان لقوله سبحانه: {أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً} والأناسي: جمع إنسان، أو جمع إنسيّ. وقدم الله الأنعام وأخر الإنسان لشدة حاجة الحيوان، وعجزه عن التعبير عن مراده، ووصف الأنعام والأناسي بالكثرة لملاحظة أحوال الماشية البعيدة عن منابع الماء وأهل البوادي الذين يعيشون بالمطر، أما أهل البلدان فيقيمون عادة بقرب الأنهار ومنابع الماء. فتكون رحمة الله بالمطر عامة شاملة.
مظاهر أخرى ذات دلالة على الله تعالى:
هناك أدلة أخرى على وجود الله تعالى وتوحيده: وهي إيجاد حاجز بين الماء الملح والماء العذب في وسط البحر، وخلق الإنسان من ماء مهين يكون سببا لبقاء النوع الإنساني، وتنوع العلاقات الإنسانية بالأنساب والمصاهرات، وقد أورد الله تعالى هذين الدليلين بعد بيان نعمة إنزال المطر، وتفريقه أو توزيعه في أنحاء الأرض وبين أهلها توزيعا، يلتقي مع الحاجة والحكمة الإلهية، فقال الله تعالى موضحا كل ذلك:


{وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (51) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (54)} [الفرقان: 25/ 50- 54].
لقد كان توزيع الأمطار بنسب متفاوتة بين البلاد وأهلها بفعل الله تعالى، وبمقتضى حكمته البالغة، وهذا هو المراد بالآية الأولى: { وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ} أي ولقد فرقنا المطر وحولناه من جهة إلى أخرى، فأمطرنا هذه الأرض دون هذه، وسقنا السحاب من مكان إلى آخر، ليتذكروا نعمة الله ويعتبروا، ولكن أكثر الناس يجحدون النعمة، وينسبون ذلك التوزيع لغير الله من الطبيعة أو الأنواء والكواكب، فيقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، أي من النجوم الساقطة أو الطالعة في المشرق والمغرب، وفي إنزال المطر والتحكم فيه من الله تعالى دليل على وجوده وقدرته وحكمته. وهذا يقتضي شكر المنعم، كما ينبغي شكره على إرسال الرسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بالقرآن العظيم، ولو شاء الله لبعث في كل بلدة رسولا منذرا يخوّف الناس من عذاب أليم، ولكن اكتفى الله ببعثة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الثقلين: الإنس والجن، وإلى جميع أهل الأرض المعمورة، وأمره ربّه بتبليغ القرآن كما جاء في آية: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها} [الشورى: 42/ 7]. فإياك أيها النبي أن تتبع الكفار فيما يدعونك إليه، من مجاملات لآرائهم ومذاهبهم، وجاهدهم بكل سلاح مادي وهو السلاح المعروف، أو بياني إعلامي وهو اللسان مشافهة أو كتابة، أو بالنفس والمال، أو بالسلاح العقلي: وهو القرآن الكريم، جهادا شاملا، لا هوادة فيه.
والمراد بقوله تعالى: {وَجاهِدْهُمْ بِهِ} الضمير يعود على القرآن أو الإسلام.
ثم ذكر الله تعالى الدليل المتعلق بالبحار، فهو سبحانه الذي جعل البحرين المتضادين متجاورين متلاصقين لا يمتزجان، هذا ماء زلال عذب فرات، أي مفرط العذوبة، وهذا ملح شديد الملوحة، ولكن لا يختلط أحدهما بالآخر، كأن بينهما حاجزا منيعا، وحدا محدودا. وهذا دليل آخر على وجود الله وقدرته الباهرة ووحدانيته في الكون.
والدليل الأخير على وجود الله: أن الله سبحانه هو الذي خلق الإنسان من نطفة ضعيفة، فسوّاه وعدّله، وجعله كامل الخلقة، ذكرا أو أنثى كما يشاء الله، وقسم النوع الإنساني قسمين: ذكورا تنسب إليهم الأنساب، وإناثا يصاهر بهن، وكان الله الخالق قديرا بالغ القدرة، يفعل ما يشاء من هذا وغيره، يخلق ما يريد، على وفق الحكمة والعلم القديم، وتظل إرادته وقدرته وحكمته هي الغالبة في إيجاد الذكر والأنثى. كما جاء في آيات أخرى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى: 42/ 49- 50].
وهذا دليل آخر على قدرة الله تعالى، فهو الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأمده بالقوة، وأعانه في حياته على تحمل ظروف المعيشة، وسخّر له جميع منافع الكون، رحمة منه وفضلا، وقوله تعالى: {وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً} كان: يراد بها الدوام قبل وبعد، لا أنها تعطي مضيا فقط.
ومن يتأمل في الظواهر الكونية، بادر طوعا أو كرها إلى الإقرار بوجود الله ووحدانيته، إلها حكما عدلا، رحيما، قديرا، رازقا، مهيمنا، عليما بكل شيء، وفوق كل شيء، وخلق كل شيء فقدره تقديرا.
وثنية المشركين وإيمان الموحدين:
لم يذعن المشركون لنداء القرآن العظيم بالإيمان بوحدانية الله، على الرغم من الأدلة الكونية الكثيرة المتقدمة في آيات سابقة، الدالة على وجود الله وقدرته وتوحيده، وإنما بقوا في مستنقع الوثنية، وظلوا يعبدون الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وليس الرسول مكلفا بحملهم على الهداية، وإنما دوره مقصور على التبشير والإنذار من غير طلب عوض أو مقابل من الأجور، وفي مواجهة ذلك، أمر الله نبيه والمؤمنين برسالته بإفراد الله بالعبادة، وتفويض الأمور إليه، لأنه مالك السموات والأرض وما بينهما، وخالق الشمس والقمر وبروج الكواكب، وجاعل الليل والنهار متعاقبين، قال الله تعالى مبينا منهج الفريقين:

1 | 2 | 3 | 4 | 5